شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء علي صفيح ساخن.

تشهد حالة فوران وغليان غير مسبوقة.. تبعات إقالة المهندس مدحت فودة رئيس الشركة لازالت تتصدر المشهد بها .. الجميع يضع ” يده علي قلبه ” خوفا من أن تناله ايادي التطهير أو تطوله مقصلة الحساب والعقاب .. ما حدث من الاطاحة بقيادات في قطاعات الشئون التجارية و قطاع العدادات ..وقبلها كانت الإطاحة الكبري برئيس الشركة المهندس مدحت فودة ونقل نائب بالشبكات ..ووقف رئيس قطاع الدقي التجاري عن العمل لحين انتهاء التحقيقات في واقعة إهدار للمال العام داخل قطاع الدقي ..كل هذا يشير إلي أن أمر جلل يحدث هناك ..وتلوح في الأفق رائحة غريبة تشير الي كشف شبكة فساد متأصلة ومتوغلة بالشركة

كتبنا مرارا وتكرارا عن حتمية إعادة هيكلة القطاعات التجارية بجنوب القاهرة لأنها هي سبب الازمة التي ألمت بالشركة بسبب التقصير والاهمال في مواجهة السرقات وانخفاض نسبة التحصيل ، واصبح الوضع داخل هذا القطاع الحيوي يحتاج الي وقفة جادة لبحث اسباب انهيار وتدهوره ، وإعادة هيكلته من جديد و استقدام وجوه جديدة بفكر جديد وهذا كان يستلزم إعادة ” فرمتة ” بالكامل إذا كانت الشركة القابضة تريد حقا انتشال جنوب القاهرة مما تعاني منه الان ، وإعادتها لسابق عهدها فلابد من ثورة تصحيح شاملة ..ولن يحدث هذا بتغيير بعض الوجوه الصغيرة.. بل بهيكلة كاملة تبدأ من رئيس القطاعات الي اصغر مدير عام ..

وقت ذروة الأزمة كانت علامات استفهام كثيرة تبادر ذهني حول عدم تغيير رئيس قطاعات الشئون التجارية في أزمة يتحمل هو فيها النصيب الأكبر .. الي أن حان الوقت وتكشفت الحقائق بفضل يقظة الأجهزة الرقابية وتمت الإطاحة برئيس قطاع الشئون التجارية ومديرة القطاع المركزي ورئيسة قطاع العدادات..

هذه الإجراءات العقابية رفعت الستار عن واقعة الــ ٤٠ مليون جنيه و العدادات الكودية المضروبة.. اكثر من 205 الف عداد كودي غير صالحين للعمل .. قابعين داخل مخازن الشركة منذ عام ٢٠٢٣ ، لا اعلم لماذا اشترتهم الشركة وهم غير صالحين ولن يتم تركيبهم !!

بداية القصة تعود إلي ٢٠١٩ عندما تم تركيب عدادات مسبقة الدفع لحوالي ٢٥ الف مواطن ..هذه العدادات تابعة لشركة كبري متخصصة في صناعة العدادات ..هذه العدادات كانت بها عيب خطير وللاسف لم تكتشفه الشركة الا بعد تركيبها للمواطنين ، هذا العيب هو أن العداد عندما ينتهي شحن الرصيد به لا يفصل الكهرباء ويظل يعمل بشكل دائم دون شحن رصيد ..وهو ما يرفع نسبة الفقد بشكل كبير ، ويسبب تراكم مديونيات علي المواطنين ..وعند اكتشاف الأمر من جانب الشركة بدأت في رفع العدادات من منازل المواطنين بحجة أنها تالفة وللاسف تم تحميل سعرها علي المواطنين ، وتم تدارك الأمر لأن عدد العدادات التي تم تركيبها قليل .. وكانت الأمور وقتها من الممكن أن تمر بشكل طبيعي دون وصول الأمر الي اكبر من ذلك ..

لكن في عام ٢٠٢٣ حدث أمر جلل ..جعل جميع الأنظار تتجه الي هذا الموضوع..نفس الشركة ونفس العدادات “المعيوبة ” وبتدخلات من هنا و هناك قامت الشركة بتوريد ٢٠٥ الف عداد بها نفس العيوب الي شركة جنوب القاهرة ولكن الشركة هذه المرة لم تقم بتركيب العدادات للمواطنين بل تم ” ركنها ” في مخازن الشركة..هذه العدادات قيمتها ٤٠ مليون جنيه لصالح من تم هذا الجرم ؟! .. ألم يكن فيكم رجل رشيد يوقف هذه المهزلة ويتصدي لها ..الم يفكر المسئول عن ذلك أن أمره قد يفتضح في اي لحطة ..هل كان لديه خطة معينة للتخلص من هذه العدادات وماذا كان سيفعل بها طالما أنها غير صالحة ..هل كان هناك نية لتركيب هذه العدادات وسط العدادات السليمة ..وعندما يكتشف المواطن يتم تغيير العداد له ويتحمل ثمنه بالتقسيط علي كارت الشحن ..ولماذا إذن تمت الموافقة من الاساس علي توريد عدادات غير صالحة وركنها في المخازن ولصالح من تم هذا الأمر ..ومن المسئولون عن كل ذلك ..اعتقد أن الأيام القادمة ستكشف لنا حقيقة هذا الأمر ..

أخبار ذات صلة:

الدكتور محمد اليماني يكتب.. تحريم وتجريم سـرقة الكهرباء وزير الكهرباء : إضافة 21 محطة محولات بنسبة 340% عما كانت عليه قبل ٢٠١٤ د. محمد اليماني يكتب ..أمن الطاقة بين الطموحات والتحديات وظائف شاغرة بشركة كهرباء جنوب القاهرة ..تعرف علي الشروط ومواعيد التقديم