رئيس التحرير
ads

ورشة عمل بالطاقة الذرية لمكافحة تلوث البحار بمشاركة 13 دولة أفريقية

الأربعاء 09-08-2023 10:03

كتب : عبد المحسن محمد

نظمت هيئة الطاقة الذرية المصرية  بالتعاون والوكالة الدولية للطاقة الذرية و الدول الأفريقية ورشة عمل في مجال الرصد البحري لرصد الموادالبلاستيكية الدقيقة بالتقنيات النووية لمكافحة تلوث البحار والمحيطات بالمخلفات البلاستيكية ومراجعة الدليل المرجعي لتجميع وتحليل العينات منالملوثات البلاستيكية تمهيدا لاعداد قاعدة بيانات دقيقة عن حجم هذه المشكلة على مستوي سواحل افريقيا.

تمتدُّ سواحل إفريقيا لمسافة حوالي ثلاثون ألف كيلو متر وهي تشمل أنشطة تنموية كثيرة وقد ذكرت تقارير حديثة أنه بحلول عام 2025، ستحتويالمحيطات على طنٍ من المواد البلاستيكية مقابل ثلاثة أطنان من الأسماك، وبحلول عام 2050، قد تتخطى كمية المواد البلاستيكية الموجودة فيالبحار عدد الأسماك. لذا يعد التلوث البلاستيكي الأن من  أحد أكثر التحديات البيئية التي تواجه جميع دول العالم وخاصة الدول الأفريقية، كمايشكل تهديدًا مباشرًا للمحيطات والبحار والموارد البحرية .

وفي هذا الإطار فإن أحد أهداف التنمية المستدامة (SDG)  تشمل الهدف رقم 14 الذي يركز على  الحياة تحت الماء، وهدفه منع التلوث البحريبجميع أنواعه والحد منه بشكل كبير، لا سيما التلوث الناتج عن الأنشطة التي تتم على سطح الأرض بما في ذلك المخلفات البلاستيكية.

وقد تبنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مبادرة نيوتيك التي تعد أحدى المبادرات الدولية الرئيسية لمعالجة التحدي العالمي الذي يمثله التلوث الناجم عنالمواد البلاستيكية. وتشمل تلك المبادرة مكافحة التلوث البلاستيكي على محورين الأول يشمل المكافحة في نقطة المصدر والثاني من خلال إدخالتكنولوجيات جديدة لتحسين إعادة تدوير البلاستيك خاصة في المحيطات والبحار حيث يتجمع الجزء الكبير من النفايات البلاستيكية. ويشارك بهذهالمبادرة عدد 63 دولة على مستوى العالم وهي تشارك في عملية الرصد البحري للمواد البلاستيكية الدقيقة، كما تقوم 30 دولة أخرى بتطويرتكنولوجيا حديثة لإعادة التدوير. وتهدف المبادرة إلى تيسير اتخاذ القرارات المدعومة علميًّا بشأن تدابير وسياسات التخفيف من المواد البلاستيكيةوالتخلص منها على مستوى العالم.

وقد أفتتحت ورشة العمل الدكتورة نادية لطفي هلال رئيس مركز بحوث الأمان النوووي والإشعاعي و كارلوس مانويل الونسو المنسق الفني من الوكالةالدولية للطاقة الذرية بفيينا والسيدة لورينا رايوس ميندوزا الخبيرة الدولية من الولايات المتحدة الأمريكيةو الدكتورة حنان دياب رئيس شعبة الرقابةالإشعاعية و المنسق الوطني لورشة العمل.

وقالت الدكتورة نادية هلال رئيس مركز بحوث الأمان النووي والإشعاعي بأن الورشة تأتي في إطار مشروعات التعاون مع الوكالة الدولية للطاقةالذرية من خلال مشروعات الأفرا، كما أنها سوف تستمر لمدة خمسة أيام ويحضرها عدد 17 خبيراً من 13 دولة أفريقية وتشمل مصر، تونس،الجزائر، جيبوتي، اثيوبيا،غانا، كينيا،المغرب، نيجيريا،السنغال،جنوب افريقيا، السودان، توجو. كما يشارك من مصر خبراء من وزارة البيئة والمعهدالقومي لعلوم البحار بالإضافة إلى الخبراء من مراكز الهيئة المختلفة.

واشافت  الدكتورة حنان دياب المنسق الوطني للورشة بأن الورشة تشمل تبادل الخبرات بين الخبراء في مجالات استخدام التقنيات الرقميةوالنظائرية التي تسمح بفهم واقتراح استراتيجيات للتخفيف من تدهور النظم الإيكولوجية الساحلية كما تساعد في دعم الإدارة البيئية المتكاملةللمناطق الساحلية بأفريقيا. كما تشمل مناقشة وضع دليل مرجعي  للإجراءات الخاصة بأخذ العينات وإعدادها وكذلك تحليل اللدائن البلاستيكيةالدقيقة الموجودة في رواسب الشواطيء ومياه البحار والرواسب بقاع البحار والمحيطات. وهذا من شأنه التأكيد على اهمية اعداد المعامل والبنيةالتحتية بالدول الأفريقية لإجراء التحليلات المقارنة وتوحيد التقنيات المستخدمة في التحاليل وطرق تجميع العينات وطرق القياس وتحليل النتائج.

واشارت الدكتورة عبير السحرتي استاذ الكيمياء البحرية بالمعهد القومي لعلوم البحار بان هذه الورشة هي اول خطوات تفعيل البروتوكول بين الهيئةوالمعهد كما اكدت ان الورشة قد اوضحت ملامح مشروع التعاون واهمية التحليل الدقيق للمركبات البلاستيكية الدقيقة في السواحل وان المشروعسيبدا بتحليل العينات في مياه البحار ورمال الشواطئ ثم سينتقل الى العناصر البيولوجية الاخري.

كما صرح الدكتور محمد فاروق كامل رئيس الادارة المركزية للتفتيش والالتزام البيئي بجهاز شئون البيئة بان وزارة البيئة تهتم بموضوع المخلفاتالبلاستيكية وقد وضعت الاستراتيجية الوطنية للحد من استخدام البلاستيك في التغليف كما اضافت مجال مخلفات البلاستيك بالقانون رقم ٢٠٢الخاص بالتعامل مع المخلفات كما اضاف بان وزارة البيئة تسعى للتعاون مع الهيئة في هذا المجال الهام.

وقد صرح الدكتور محمد فتحي كساب الاستاذ المساعد بقسم بحوث الاراضي والمياه بهيئة الطاقة الذرية بان الهيئة لديها خبرات وبنية تحتية لتحليلالبصمة الكيميائية للمركبات البلاستيكية وسوف تساهم في البدا باعداد قاعدة بيانات عن حجم وانتشار الملوثات البلاستيكية على السواحل البحريةفي مصر.

واكد الدكتور عمرو الحاج رئيس الهيئة بأن الهيئة والمراكز البحثية بمصر لديها خبرات متقدمة في هذا المجال ويسعدها دائماً التعاون مع الدولالأفريقية الشقيقة وتبادل الخبرات معها في مجال اعداد قاعدة بيانات عن حجم ونوعية انتشار الملوثات البلاستيكية بالسواحل البحرية . كما أنالورشة تؤكد على دور الهيئة المحوري في مجالات التعاون الدولي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومع جميع الدول الأفريقية.

واوضح الدكتور  شريف الجوهري المتحدث الرسمي للهيئة بأن هذه الورشة تناقش موضوع هاماً وهو تلوث البحار والمحيطات بالمخلفات البلاستيكيةوان من نتائج هذه الورشة هو مراجعة الدليل المرجعي لتجميع وتحليل العينات من الملوثات البلاستيكية تمهيدا لاعداد قاعدة بيانات دقيقة عن حجمهذه المشكلة على مستوي سواحل افريقيا.

ads

اضف تعليق