مخلص عبد الحي

بداية قوية للمهندس حسن البيلي بعد توليه رئاسة شركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء .. بدأ يضرب بيد من حديد علي اي مقصر او متهاون او مهمل في عمله ، بدأ يعيد أمور كثيرة الي نصابها الصحيح ، فمنذ اليوم الاول لقدومه لشركة شمال القاهرة وهو يعلم حجم التحديات والصعاب المقبل عليها ، واعتقد انه مستعد لها و” متفطم ” عليها ويعلم كل كبيرة وصغيرة قبل ان تخطو قدميه الشركة ، وقبل ان يجلس علي ” كرسي ” رئيس الشركة وجد ضرورة ملحة أن يراجع بنفسه بعض الامور ” غير المنضبطة ” داخل ديوان عام الشركة ..فبدأ يتحسس بنفسه – لا يسمع من احد – ليكون رأي صائب ولتكون قراراته مبنية علي مشاهداته.

أول هذه الامور انه قلل بشكل كبير التعامل مع طقم مكتب رئيس الشركة السابق وأصبح لا يسمع منهم اي شئ إلا في أضيق الحدود ، وطلب تغيير ” كوالين ” مكتبه وعدم إعطاءهم نسخ من المفاتيح..
الأمر الآخر الذي لاقي استحسان اغلب العاملين هو سؤال ” البيلي ” عن توقيع الحضور والانصراف للعاملين بالشركة ، وكان الرد صادم بالنسبه له عندما أبلغوه أن التوقيع في دفاتر ورقية ، وأبدي استغرابه بشكل كبير وقال : كيف يكون التوقيع في دفاتر ورقية حتي الآن ونحن في عصر التكنولوجيا ، وأمر علي الفور وبأسرع وقت تركيب أجهزة بصمة حديثة للعاملين ..
كما بدأ يضع يده في عش الدبابير حينما طلب حصر شامل بإعداد العمالة في مكاتب نواب رئيس الشركة ، ليبدأ في تقليصها ، وتطبيق عليهم قواعد الحضور والانصراف عليهم مثل باقي العاملين بالشركة ، لانه أكتشف ان العاملين بمكاتب النواب لا يوقعون في دفاتر الحضور والانصراف.

كما شهد احد الإجتماعات واقعة أثارت غضب المهندس حسن البيلي عندما قام رئيس قطاع باصطحاب احدي العاملين معه ليزكيها عند رئيس الشركة وأثناء ذلك دخل أحد مديري مكتب رئيس الشركة السابق وبدأ نفس رئيس القطاع في مدح هذا الشخص أمام رئيس الشركة وتزكيته لشجيعه علي الإستعانة به..فما كان من المهندس حسن البيلي إلا أنه  رد قائلا: محدش يشكر لي في اي حد ..انا هتعامل مع الجميع وسأكتشف بنفسي الجيد من السئ ..

كما أن المهندس حسن البيلي منذ قدومه لشركة شمال القاهرة وهو يفعل شيئا أثار استغراب الكثير من العاملين وهو أنه لا يستخدم المصعد للصعود الي مكتبه ، ولا يريد أي أحد يصاحبه من الحاشية التي كانت تلتف حول رئيس الشركة السابق صعودا وهبوطا ، بل يقوم البيلي بالصعود والنزول من وإلي مكتبه في الدور الثالث مترجلا علي السلم ويرفض أن يصطحب أحدا معه..ويقوم أثناء هبوطه وصعوده بالدخول الي أي مكتب بشكل مفاجئ ليتابع ويسكتشف ” دولاب العمل ” داخل الشركة بنفسه دون الاعتماد علي تقارير مكتبية كما كان يحدث قبل ذلك ..

هذه الأمور التي بدأها المهندس حسن البيلي تبدو وكأنها بسيطة ولكنها تحمل في طياتها رسائل واضحة وصريحة بأن هناك سياسة ومنهج مختلف سيتم إتباعه خلال الفترة القادمة.. تحية خاصة للمهندس حسن البيلي علي هذه البداية القوية التي تنم عن وعي وفهم كامل لمجريات الامور بشركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء.

أخبار ذات صلة:

الدكتور محمد اليماني يكتب.. تحريم وتجريم سـرقة الكهرباء د. محمد اليماني يكتب ..أمن الطاقة بين الطموحات والتحديات زلزال بقوة 50 مليون جنيه يهز شركه شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء..خاص “البيلي” يقوم بجولة ميدانية لكهرباء كفر الزيات لمتابعة الأداء وتحسين الخدمات